موقع “العمق” يقاطع أنشطة بنكيران لحين تغيير الأمين العام
هبة بريس ـ الرباط
أثار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله ابن كيران، موجة استياء واسعة بعد تصريحاته المسيئة بحق خالد فاتيحي، رئيس تحرير جريدة “العمق المغربي”. جاءت تلك التصريحات عقب حوار أجراه فاتيحي مع إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني للحزب، حيث وصف ابن كيران الصحافي بـ”المأجور” ووجه له اتهامات وعبارات مشينة مثل “برهوش” و”قليل الأدب”.
وعلى أثره عقدت إدارة الجريدة اجتماعًا طارئًا في 23 ديسمبر 2024 لمناقشة هذه التصريحات، حيث أكدت تضامنها اللامشروط مع رئيس تحريرها، معتبرة هذه الاتهامات إساءة مباشرة للكرامة الإنسانية ومخالفة لأبسط مبادئ الأخلاق السياسية. كما شددت الجريدة على أن الحوار الذي أثار الجدل كان ملتزمًا بقواعد المهنية والحياد، وهو ما تميزت به حلقات البرنامج مع ضيوف سابقين، من بينهم الناطق الرسمي باسم الحكومة.
وقررت جريدة “العمق المغربي” اللجوء إلى القضاء لإنصافها من التهم الخطيرة التي وجهها ابن كيران خلال لقاء حزبي في فاس، والذي بث عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأكدت أن هذه التصريحات ألحقت ضررًا نفسيًا ومعنويًا بالغًا بالزميل خالد فاتيحي وعائلته.
وأشادت الجريدة بحملة التضامن الكبيرة التي أبدتها الأوساط الصحافية المغربية مع خالد فاتيحي، معتبرة هذا الدعم شهادة على الالتزام الجماعي بالدفاع عن كرامة الصحافيين في مواجهة أي تهجم أو تشهير.
وأعلنت جريدة “العمق المغربي” مقاطعة أنشطة عبد الإله ابن كيران حتى يظهر حزب العدالة والتنمية قيادة سياسية تلتزم بالمسؤولية والأخلاق. في الوقت نفسه، أكدت الجريدة أنها ستواصل التعامل مع الحزب بموضوعية ومهنية، مع الإشادة برحابة صدر إدريس الأزمي خلال الحوار الذي أثار الجدل.
واختتمت جريدة “العمق المغربي” موقفها بالتأكيد على إصرارها على مواصلة رسالتها الإعلامية، مشددة على حقها في الوصول إلى المعلومة كما يضمنه الدستور، ومعلنة وفاءها لقيم المهنية وحرية الصحافة، مهما كانت التحديات أو محاولات النيل من كرامة الصحافيين.